أستودعتك الله .. يامن عشقتك ونحرتني من الوريد للوريد

في ذلك اليوم وهي إحدى الأيام التي أصبحت روحي فيها متعبة ويالها من روح متعبة أنهكها

التفكير .. فقد رحل عني وأصبح فؤادي خالياَ من أحساس الفرح وأصبحت تلك الضحكات

والابتسامات ليس لها أي نوع من أنواع الفرح والسرور أصبحت صامتة كمعناها

أعلم يامن أخذت قلبي معك أن قرار الفراق كان من صنع أيدينا ولم نحاول أبداَ أن نجد حل لكل تلك

الأسباب
لقد أحببتك ... لا بل عشقتك ولو وجدت كلمة أو صفة تعبر أكثر وأقوى عن معنى العشق والهيام

لعبرة بها .. يكفي أن جسدي أعلن وفاتي بعد ذهاب روحي معك ....

في تلك الليلة المظلمة .. وصلتني رسالتك التي نحرتني ... فتلك الرسالة التي تفننت في تعذيب كل

جزء مني لم يسلم مني شيء إلا وذاق ذلك الألم .....

قرأتها .. ولم أصدق ما قرأت .. فقد قلت ربما تكون الرسالة خطأَ في الإرسال .. أو أن تلك الحروف

كان تركيبها خطأَ ... قرأتها وقرأتها .. وأنا أحدث نفسي ربما أجد حرف ناقص او حرفين يكمل تلك

الكلمات ناشدت الله وصرخت في أعماق نفسي لعل تلك الكلمات تتغير حروفها .. ولكن هيهات ..

هيهات.. كانت كلمات أعلنت فيها نحري من الوريد إلى الوريد بكل هدوء ومن غير شفقة او
رحمة ...
تلك الكلمات التي جعلت قلبي يفز من بين ضلوعي .. تجمدت دموعي لم أستطيع أن أبكي

حتى لا الفت نظر الموجودين ولكن لو تعلم حبيبي .. أن قلبي وعيوني تبادلوا الأدوار حتى لا يشعر أحد بهم ..

أخذت عيوني تنظر يمين ويساراَ وعلامات السعادة تبدو ... في حين قلبي أعلن بكائه وأخذ دمي

يسر في جسدي مسرعاَ يريد أن يفر أن يخرج من بين مسامات جلدي كي يعلن ذلك الألم الذي حول

دمي إلى قطرات من مطر ... لو وزع على الأرض لكانت الأرض قد أرتوت وفاضت

لقد أخترت أنت الفراق ووجدت البديل ...

ونسيت تلك النظرات التي كانت تذوب روحي فيها والتي كانت عيني تخجل أن تطيل النظر إليها ..

نسيت ذلك الدلال وتلك الكلمات الرقيقة وذلك الحنان والشوق

نسيت تلك الهمسات الناعمة العذبة التي كنت أهمسها في أذنك ... أحبك

نسيت تلك الآهات التي كانت تخرج من أعماق قلبي وروحي والتي كان لكل منها أحساس و معنى

نسيت جدار بيتنا وكل جامد به يصرخ في غيابك ويعلن موتي .. وبعودتك يرقص فرحاَ وسروراَ

نسيت أن كل لمسة من يدي تخبرني بها بأن تيار الحب يسري في جسدك ودمك

نسيت بأنك أنت الذي اخترتني من بين النساء وأحببتني

ونسيت ..... ونسيت ...ونسيت ... فقد وضعتني على هامش حياتك المظلمة التي أخترتها
يامن أحببتك بكل جوارحي ...

أعترف لك بعد فراقنا وغدرك بي .وبعد أن كسرت قلبي وأرهقت روحي

بأني مازلت أحبك ولم تفارق عقلي بل أشاهدك في كل مكان .. أرى صورتك تتمثل لي في كل شخص ..فقد طغى حبك على قلبي ووجداني .

وأعترف لك كلما صدرت ابتسامة أو ضحكة إلا وأدركت مدى حزني وصعوبة فرقاك

هل تعلم احتياجي لك مثل ماذا .. مثل الغريق الذي يتعلق بقشى ولا يجدها ..

وهل تعلم يا من كنت حبيبي ونصيبي بعد كل هذا الحب والشوق وبعد ذلك الإحساس بالموت لفراقك

هل كنت تعتقد بأني سوف أتراجع عن قرار الفراق ....

كلا فلم يبقى لدي سوى عزتي وكرامتي وشموخي ....

بعد أن أيقنت أن مفهوم الحب لديك الغدر والتلذذ بنحري ...

فقط سوف أعيش بقية عمري على ذكراك وأعذب قلبي حتى أحس بوجودك معي

واترك دموعي تسيل كي أتلذذ بحساس حبي لك ولكن لن أعود

فأستودعك الله يا من نحرتني برسالتك